الدولة السامانية ) السامنيون )

تنتسب هذه الدولة إلى سامان بن بهرام الفارسي الأصل ، أسلم في العصر الأموي، خلف سامان بعد وفاته ابنه أسد الذي انضم إلى أبي مسلم الخراساني، واستمرت علاقة أبناء أسد تزداد قوة بالخلافة العباسية ، و قد قدر الخليفة المأمون لهم مواقفهم وإخلاصهم فخلع عليهم وقربهم إليه ، وأمر أن يعين أبناء أسد، كل منهم في إقليم من أقاليم بلاد ما وراء النهر.
في تلك الأثناء بدأت زعامة هذه الأسرة تنتقل إلى أحمد بن أسد الذي توفى سنة 250هـ ليصبر نصر بن أحمد زعيماً لهذه الأسرة، عندما أصدر الخليفة المعتمد سنة 261هـ مرسوما يقضي بتعيين نصر بن أحمد أميراً مستقلاً في بلاد ما وراء النهر.
اتخذ نصر من سمرقند عاصمة لدولته الجديدة، و ضم إليه بخارى وعين علبها أخاه إسماعبل، الذي خلف أخاه الأمير نصر بن أحمد بعد وفاته سنة 279هـ، فعمل إسماعيل على الحفاظ على دولته و توسيع نفوذها، و خاض من أجل ذلك العديد من المعارك مع جيرانه.
توفي سنة 295هـ فخلفه ابنه أحمد، الذي في عهده واجهت الدولة العديد من المشاكل التي استنزفت إمكاناتها وأضعفتها.
قتل أحمد بن إسماعيل عام 301هـ، و باتفاق من رجال الحرس و البلاط ، تولى ابنه القاصر نصر بن أحمد. وتلقب بالملك السعيد، وقد خاضت الدولة في عهده العديد من المعارك التي أنهكت قواها، بالإضافة إلى الخلافات التي وقعت بين أفراد البيت الساماني.
تنازل الأمير نصر سنة 331هـ، عن الحكم لابنه نوح الذي قاد جيوشه لقتال الملحدين في خراسان و بلاد ما وراء النهر، وقد حدث في أواخر عهده أزمة اقتصادية ، دفعت بالدولة إلى أن تقترض خراج سنة كاملة من رعاياها.
توفي الأمير نوح سنة 343هـ، وارتقى العرش ابنه عبد الملك الذي استسلم لسيطرة القادة وتسلطهم على أمور الدولة ، وما أن تولى أخوه منصور بن نوح الذي كان صغيراً حتى كثرت الاضطرابات والفتن والحروب ضد الدول المجاورة ، مما أدى إلى ضعف الدولة السامانية وتضعضعها، وسقوطها في نهاية الأمر سنة 390هـ في أيدي كل من ايلك خان ، ومحمد الغزنوي الذي كان من قبل عاملاً للسامانيين على خراسان ما بين 384 - 387 هـ.

الدينار الساماني

استمرت الدنانير السامانية تضرب على طراز مشابه لطراز الدينار العباسي في فترته الثانية ، وقد نقش أمراء الدولة السامانية أسمائهم على دنانيرهم تحت اسم الخليفة العباسي المعاصر، وذلك فى مركز ظهر الدينار، وكانت الدنانير السامانية تضرب في الغالب في مدينة نيسابور كدار ضرب رئيسية ، كما ضربت الدنانير في سمرقند و بخارى والمحمدية وماه الكوفة، و تعد الدنانير السامانية المضروبة في ماه الكوفة من الدنانير النادره.
كان الخط الذي تنقش به الدنانير السامانية الخط الكوفي غير أن بعض تلك الدنانير كانت تحمل بعض الكلمات البسيطة التي تنفذ بالخط النسخي، ويعد ذلك بمثابة أول ظهور لهذا النوع من الخطوط على السكة الاسلامية.
حملت النقود السامانية إضافة إلى أسماء الخلفاء العباسيين والحكام السامانيين أسماء بعض الثوار ، وأسماء حكام بعض الدول التي كانت شبه مستقلة عن الدولة السامانية ، كالسلطان الغزنوي سيف الدولة محمود بن سبكتكين والذي كان والياً للسامانيين على خراسان ما بين عامي 384 - 387هـ واستمر اسم محمود الغزنوي يرد على الدنانير السامانية حتى سنة 389هـ، وهي السنة التي أعلن فيها استقلاله عن الدولة السامانية.